هذه إذا درج الناس عليها في تلقيب أحد العلماء بذلك ، لأن إنزال الناس منازلهم مشروع ، وهذا مثل قولهم عن إمام من أئمة المسلمين : فلان شيخ الإسلام ، أو حجة الإسلام ، ونحو هذا .
أما الابتداء فإنه لا ينبغي ، فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية كراهته لتلقيبه بتقي الدين ، وذلك لأن فيها تزكية .
وما شاعت مثل هذه الألفاظ يعني تقي الدين ، وزكي الدين وما شابهها إلا في العصور المتأخرة .
أما قولهم شيخ الإسلام ، فأول من قيلت فيه أبو بكر وعمر – رضي الله عنهم – فعن علي بن أطالب – رضي الله عنه – قال : أبو بكر وعمر إماما الهدى وشيخا الإسلام والمقتَدَى بهما بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، من اتبعهما هُدِي إلى صراط مستقيم ، ومن اقتدى بهما رشد ، ومن تَمَسَّك بهما فَهُو من حزب الله ، وحزب الله هم المفلحون ([3]) .
وأول من قيلت فيه من العلماء عبد الله بن المبارك ، لُقِّبَ بشيخ الإسلام ، وفي الاصطلاح عند أهل الفنون أن شيخ الإسلام هو من جمع فنونا عديدة ، وتكلم فيها مما ينفع الإسلام والدين ، ثم آل الأمر في الدولة العثمانية التركية إلى أن يكون اسم شيخ الإسلام وظيفة مثل وظيفة المفتي ، يقولون : هذا شيخ الإسلام ، ومشيخة الإسلام يعنون بذلك دار الفتوى ووكيل شيخ الإسلام ونحو ذلك .