أما شاءت الأقدار فلا ينبغي استعمال هذه اللفظة ؛ لأن المشيئة لله – جل وعلا – ، والأقدار جمع قدر ، والقدر ليس له مشيئة خاصة ، وإنما المشيئة مرتبة من مراتب القدر . وإذًا يكون الواجب أن يقال شاء الله – جل وعلا – . أما شاءت الأقدار فهي مقوله في الحقيقة ليس لها معنى ، ثم هي فيها خطأ من حيث التركيب .
أما اللفظة الأخرى وهي قابلته صدفة, ومر بي صدفة ونحو ذلك فهذه لا حرج فيه ؛ لأن لفظ صدفة يُعنى به المعنى الإضافي ، يعنى بما يضاف له ، أي صدفة بالنسبة لي ، صدفة بالنسبة للقائل ، وموافقة بالنسبة للقائل .
أما في ملكوت الله – جل وعلا – ، فلا يقع شيء صدفة ، بل كل ما يقع في ملكوت الله عن إِحْكام وعن حكمة من الملك العلاَّم ، لا يقع شيء في ملكه هكذا فَلْتَة أو صُدْفة كما يقوله الطبائعيون ونحوهم من أهل الضلال ، لكن إن عَنَى المعني الإضافي أي بالنسبة له فالأمر واسع . والأولى إن وقع الاشتباه , أن تجتنب الكلمة إلى كلمات أخرى ليس فيها اشتباه, كقوله مر بي موافقة أو وافقته أو نحو ذلك .