الحمد لله : يقول الله تبارك وتعالى ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الكِتَابِ ﴾ [ الرعد : 39 ] قوله ﴿ وَعِندَهُ أُمُّ الكِتَابِ ﴾ يعني اللوح المحفوظ ، فما في اللوح المحفوظ لا يتغير ولا يتبدل ، وهو الذي سيكون موافقًا للواقع ، وأما الكتاب الذي كتبه الملك حين أمر الله – جل وعلا – المَلَك أن ينفخ الروح فيك فإنه يكتب فيما يكتب عمرك ، ثم أنت إذا أحسنت ووصلت الرحم وفعلت ما بيَّن النبي – صلى الله عليه وسلم – أن به يكون إنساءً في الأثر وإطالة في العمر ، فإن الله – جل وعلا – يمحو ما كان في صحف الملائكة ويثبت غيره فالملائكة تتوفاك بم أثبته الله – جل وعلا – في تلك الصحف بما سيكون إليه آخر أمرك .
أما ما كان في اللوح المحفوظ أو في أم الكتاب فذلك لا يتغير ولا يتبدل ، أما الكتاب الذي بيد الملائكة فهو كما قال – جل وعلا – ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ﴾ . وهكذا شأن الدعاء وشأن طول الأعمار وما ورد في السنة من أمثال ذلك مما يكون فيه تغيير في المقادير ، فهذا يُعنَى به ما كان في أيدي الملائكة من المكتوب ، أما ما كان في اللوح المحفوظ فلا يتغير ولا يتبدل .